للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولحملة القرآن منزلتهم العالية أيضا في المجتمع الإسلامي، نوهت بها الأحاديث الصحيحة، فجعلت لهم الإمامة في الصلاة، والصدارة والإجلال في المجالس:

((يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء، فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنه سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء، فأقدمهم سنا، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه (١)، ولا يقعد في بيته على تكرمته (٢) إلا بإذنه)) (٣).

ولقد مر بنا قبل قليل قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه)) (٤).

ولما وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواري شهداء الإسلام في أحد جاعلا في كل قبر اثنين كان يسأل: ((أيهما أكثر أخذا للقرآن (٥)؟)) فإذا أشير له إلى أحد قدمه في اللحد (٦).

وكان من توجيه النبى - صلى الله عليه وسلم - الحصيف الرائع في تنزيل الناس منازلهم قوله قبل الصلاة، وهو يسوي الصفوف:

((ليلني منكم أولو الأحلام والنهى (٧))) (٨).


(١) أي محل ولايته، أو الموضع الذي يختص به.
(٢) أي الموضع الذي ينفرد بالجلوس فيه.
(٣) رواه مسلم.
(٤) حديث حسن رواه أبو داود.
(٥) أي حفظا له.
(٦) رواه البخاري.
(٧) أولو الأحلام: أهل الحلم والفضل. والنهى: العقول.
(٨) رواه مسلم.

<<  <   >  >>