للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك أن عشرة الصالحين ترشح على معاشريهم بالخير والتقوى والسداد في القول والعمل، وتزيدهم تفقها في الدين، وإقبالا على الحق، حتى يعدوا في زمرة الصالحين:

بعشرتك الكرام تعد منهم...فلا ترين لغيرهم ألوفا

لقد سعى نبي الله موسى عليه السلام وراء العبد الصالح ليتعلم منه، قائلا له بكل تواضع وأدب:

{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا؟} (١).

وعندما أجابه العبدا لصالح:

(إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} (٢).

قال له موسى عليه السلام بتودد بالغ وأدب جم:

(سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} (٣).

إن المسلم الحق الواعي لا يألف إلا الأخيار من الناس؛ لأنه فقه من هدي دينه أن الناس كالمعادن، منها النفيس ومنها الخسيس، وأن الطيب لا يألف إلا طيبا:

((الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)) (٤).

وإنه ليعلم من هدي دينه أيضا أن الجلساء صنفان، جليس صالح،


(١) الكهف: ٦٧.
(٢) الكهف: ٦٨.
(٣) الكهف: ٧٠.
(٤) رواه مسلم.

<<  <   >  >>