للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد تأصلت هذه العادة الاجتماعية التي أرسى قواعدها الرسول الكريم

في حياة المسلمين، حتى أضحت حقا للمسلم على أخيه، له أن يطالبه به، إن هو كفل عنه أو قصر فيه، والغافل عن حق أخيه أو المقصر فيه آثم مفرط ظالم لنفسه في عرف الشريعة السمحة الغراء:

((حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس)) (١).

وفي رواية قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((حق المسلم على المسلم خمس، قيل: وما هي؟ قال النبى - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فأنصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاصحبه)) (٢).

والمسلم إذ يعود أخاه المريض يحس في أعماقه أنه لا يؤدي واجبا وينفذ أمرا فحسب، بل يحس غبطة روحية ونشوة نفسيه، لا يحسهما إلا من تدبر الحديث الشريف الرائع الذي يصور جلالة هذه العيادة، وما تشتمل عليه من خير وبركات:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني! قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده! أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني! قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟ يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني!


(١) متفق عليه.
(٢) رواه البخاري ومسلم.

<<  <   >  >>