للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

((ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم، فمن أصبح بفنائه فهو دين عليه فإن شاء اقتضاه، وإن شاء تركه)) (١).

أما الذين يضيقون ذرعا باستقبال الضيف، ويغلقون دونه الأبواب، فلا خير فيهم، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

((لا خير فيمن لا يضيف)) (٢).

لقد جعل الإسلام الضيافة واجبة على كل مسلم، وعدها حقا مفروضا للضيف، لا ينبغي أن يقصر في أدائه مسلم، فإن استحكم شح النفوس في قوم، وبلغ بهم أن يمنعوا الضيف حقه، فإن الإسلام أذن للضيف أن يأخذ حقه منهم، وذلك في الحديث الذي رواه الشيخان وغيرهما عن عقبة بن عامر، قال: قلت: يا رسول الله، إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقرونا، فما ترى في ذلك؟ فقال:

((إن نزلتم بقوم فأمر لكم بما بنبغي للضيف فاقبلوا، فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم)).

إن الضيافة خلق إسلامي أصيل، ومن هنا لا تجد مسلما حسن إسلامه

بخيلا ممسكا عن الضيف، مهما كانت حاله؛ ذلك أن الإسلام علمه أن طعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة، وأن لا خوف البتة من طروق الضيف المفاجئ؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((طعام الاثتين، كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة)) (٣).


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(٢) رواه الإمام أحمد ورجاله رجال الصحيح.
(٣) متفق عليه.

<<  <   >  >>