للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بضيفكما الليلة، وأنزل الله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (١).

على أن المسلم الحق كيس فطن، إذا نزل ضيفا على أخيه فإنه يقدر ظروفه، فلا يقيم عنده مسترخيا متثاقلا غير عابئ بما يسبب لمضيفه من إحراج وإثقال وإزعاج قد يبلغ به درجة التذمر والضيق، بل إنه ليجد في هدي الرسول الكريم ما يحرم عليه هذا الإثقال البشع الذي تأباه روح الإسلام، وذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:

((لا يحل لمسلم، أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه (٢)))، قالوا: يا

رسول الله!، وكيف يؤثمه؟ قال: ((يقيم عنده ولا شيء له يقريه به)).

وفي رواية للبخاري:

((ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه)).

وأيا كان الإثم أو الإحراج، فالمسلم الحق بعيد عن إيقاع أخيه المضيف فيهما.

والضيف المسلم مؤدب، علمه الإسلام أدب الضيافة وسلوكها الرصين الراشد، ومن هنا هو يتحرى الدقة في تطبيق هذا السلوك، بحيث يكون خفيف الظل على مضيفيه، دمثا في الاستجابة لما يحبون أو يبدون من ملاحظات ورغبات.


(١) الحشر: ٩.
(٢) أي إلى أن يوقعه في الإثم.

<<  <   >  >>