للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجمع، ولو كان المسلم عليه واحدا، ويقول المجيب: ((وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)).

ولا يغني عن هذه الصيغة الشرعية الأصيلة صيغ أخرى قديمة مثل: عم صباحا، أو صيغ مستحدثة كصباح الخير، التي هي ترجمة حرفية لـ ( Good morning) بالإنكليزية، أو ( Bonjour) بالفرنسية، وما إلى ذلك من صيغ تفشت في مجتمعات المسلمين المتخلفين عن هدي دينهم القويم.

إن تحية الإسلام هذه هي التحية التي اصطفاها الله تعالى لخلقه منذ خلق آدم، علمه إياها، وأمره أن يحيي بها الملائكة، وأراد لذريته على مدى عصورها واختلاف أمصارها أن تتمسك بها، لما تحمل من معنى السلام، أحب شيء للإنسان في كل زمان ومكان. ولم تبق على هذه التحية الربانية الأصيلة سوى أمة الإسلام التي بقيت على الملة الحنيفية السمحة، لم تغير فيها ولم تبدل، ولم تنحرف عن هديها ولم تمل، وفي ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:

((لما خلق الله آدم - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله)) (١).

لا بدع إذا أن تكون هذه الصيغة هي التحية المباركة الطيبة؛ لأنها جاءتنا من عند الله تعالى، وأمرنا أن نتخذها تحيتنا، ولا نعدل عنها إلى سواها:

{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (٢).


(١) متفق عليه.
(٢) النور: ٦١.

<<  <   >  >>