للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك أزكى وأنقى لسمعة الزائر والمزور، وهذا ما أراده الله لعباده المؤمنين حين شرع الاستئذان.

وللاستئذان آداب حرص الإسلام على تجليتها للمسلم، وأمره بالتحلي بها كلما قادته قدماه إلى زيارة إنسان.

وأولها: ألا يقف أمام الباب، بل يأخذ يمنة أو يسرة، وهذا ما كان يفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فعن عبد الله بن بسر، صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى بابا يريد أن يستأذن لم يستقبله، جاء يمينا أو شمالا، فإن أذن له، وإلا انصرف)) (١).

ذلك أن الاستئذان جعل من أجل البصر، كما في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)) (٢).

ومن هنا لا يجوز للمستأذن أن يقف في مواجهة الباب حيث ينصب البصر حين فتحه.

وثانيها: السلام فالاستئذان، ولا يصح الاستئذان قبل السلام؛ بهذا جاء الهدي النبوي العالي في حديث ربعي بن حراش، قال: ((حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبى - صلى الله عليه وسلم -، وهو في بيت، فقال: أألج؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخادمه: ((أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل؟)) فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبى - صلى الله عليه وسلم -، فدخل (٣).


(١) أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
(٢) متفق عليه.
(٣) أخرجه البخارى في الأدب المفرد.

<<  <   >  >>