للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب: كل الاختلافات الأدائية التجويدية تعود إلى الترجيح اللغوي في بعض الفروع الموغلة في الدقة من حيث الأداء نحو المد المتصل هل يكون ثلاث حركات أو أكثر، والميم الساكنة هل تخفى عند الباء أم تظهر، ولا ضير من ذلك كله، كما هو واضح.

[ملحوظات هامة:]

١- لا يخفى أن الواجب من المد قراءة لا رواية هو القدر المجمع عليه من المد؛ إذ هو أصل المد الذي لا تستقيم الكلمة بدونه وأما الزيادة على ذلك مما اختلف فيه القراء فواجب صناعي لا شرعي، كالوجوب في أداء الرواية.

٢- اختلف أهل العلم في تقدير المراتب للقراء بالألفات في ما زاد على المد الطبيعي من أنواع المدود، وهذا الاختلاف «لا تحقيق وراءه بل يرجع إلى أن يكون لفظيا وذلك أن المرتبة الدنيا وهي القصر إذا زيد عليها أدنى زيادة صارت ثانية، ثم كذلك حتى تنتهي إلى القصوى وهذه الزيادة بعينها إن قدرت بألف أو بنصف ألف هي واحدة فالمقدر غير محقق، والمحقق إنما هو الزيادة، وهذا ما تحكمه المشافهة، وتوضحه الحكاية، ويبينه الاختبار، ويكشفه الحسن قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله: وهذا كله جار على طباعهم ومذاهبهم في تفكيك الحروف، وتخليص السواكن، وتحقيق القراءة وحدرها وليس لواحد منهم مذهب يسرف فيه على غيره إسرافا يخرج عن المتعارف عليه في اللغة، والمتعالم في القراءة بل ذلك قريب بعضه من بعض، والمشافهة توضح حقيقة ذلك، والحكاية تبين كيفيته» «١» ، وإنما يزادي ذلك للمبتدئ ليتقن كما قال حمزة يقول: إنما أزيد على الغلام في المد ليأتي بالمعنى «٢» .


(١) النشر في القراات العشر (١/ ٣٢٦) ، مرجع سابق.
(٢) النشر في القراات العشر (١/ ٣٢٦) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>