للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خاتمة في التأكيد على تعليم النبي صلّى الله عليه وسلم أصحابه حسن التصويت بالقران الكريم:

وقد كان النبي صلّى الله عليه وسلم يعلمهم تحسين أصواتهم بالقران ويتحري منهم ذلك فإن الصوت الحسن بالقران يجعل المخلوقات تميل مع القارئ، وتجيبه ويدل لذلك قوله سبحانه وتعالى: وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ (الأنبياء: ٧٩) ، وذلك لطيب صوته بتلاوة كتابه الزبور، وكان إذا ترنم به تقف الطير في الهواء فتجاوبه، وترد عليه الجبال تأويبا.

وقد أوتي النبي صلّى الله عليه وسلم من حسن الصوت حظا عظيما، فبوب ابن حبان: «ذكر البيان بأن المصطفى صلّى الله عليه وسلم كان من أحسن الناس قراءة إذا قرأ» «١» ، وفي ذلك يقول البراء صلّى الله عليه وسلم قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقرأ والتين والزيتون في العشاء وما سمعت أحدا أحسن صوتا منه أو قراءة «٢» .

وكان الصحابة رضي الله عنهم يقومون بذلك على قدرهم ويسمع النبي صلّى الله عليه وسلم لهم، ويحثهم على المزيد، ويشجع أئمة الإقراء على زيادة التأنق في قراءة القران ويتعهداهم في ذلك فيقرأ على أبي ويسمع من ابن مسعود شيئا قد أقرأه إياه، ويستمع لأبي موسى في غير وقت التعليم، ويسمع هو وعائشة له ولسالم مولى أبي حذيفة «٣» ... وربما يتفنون في ذلك بما يزيد عن الحد الواجب فيصلون إلى الترجيع والتحبير.


(١) ابن حبان (١٤/ ٢٢٤) ، مرجع سابق.
(٢) البخاري (١/ ٢٦٦) ، ابن خزيمة (١/ ٢٦٣) ، ابن حبان (١٤/ ٢٢٤) ، مراجع سابقة.
(٣) ابن ماجة (١/ ٤٢٥) ، مرجع سابق، وقال في مصباح الزجاجة (١/ ١٥٨) ، مرجع سابق: «هذا إسناد صحيح» ، مجمع الزوائد (٩/ ٣٠٠) ، مرجع سابق، وقال: «رواه البزار ورجاله رجال الصحيح» ، الحاكم (٣/ ٢٥٠) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>