للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد صرّح بمصطلح التحقيق في حديث عزيز أسنده الداني مما يدل على تعليم النبي صلّى الله عليه وسلم هذا الأمر بدقة بالغة، فأسند الداني إلى ورش التحقيق، قال:

قرأ على نافع التحقيق، قال نافع: إنه قرأ على الخمسة (ذكر خمسة من مشايخه) التحقيق، قال: وأخبرني الخمسة أنهم قرأوا على عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة التحقيق، وأخبرهم عبد الله أنه قرأ على أبي بن كعب رضي الله عنه التحقيق، وأخبره أنه قرأ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم التحقيق، قال: وقرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم علي التحقيق، ثم قال أبو عمرو: هذا الخبر الوارد بتوقيف قراءة التحقيق من الأخبار الغريبة والسنن العزيزة التي لا توجد روايته إلا عند المكثرين الباحثين، ولا يكتب إلا عند الحفاظ الماهرين، وهو أصل كبير في استعمال قراءة التحقيق وتعلم الاتقان والتجويد، لاتصال سنده وعدالة نقلته، ولا أعلمه يأتي متصلا إلا من هذا الوجه «١» .

[الثانية: الحدر:]

هو إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والاختلاس والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمزة ونحو ذلك مما صحت به الرواية مع مراعاة إقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكن الحروف بدون بتر حروف المد، واختلاس أكثر الحركات، وذهاب صوت الغنة، والتفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة، ولا توصف بها التلاوة، وهذا النوع يظهر بصورة جلية في بعض طرق مذهب ابن كثير وأبي جعفر ومن قصر المنفصل كأبي عمرو ويعقوب «٢» .


(١) التحديد في الإتقان والتجويد ص ٧٩، مرجع سابق.
(٢) انظر: الإتقان (١/ ٢٦٥) ، مرجع سابق، وانظر وصفا لطبيعة القراات السبع من حيث مراتب القراءة في: التحديد ص ٩٤، مرجع سابق.

<<  <   >  >>