للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء من ذلك باعتبار قطع النفس أو نحوه من تعليم أو اختبار جاز له الوقف بلا خلاف عند أحد منهم ثم يعتمد في الابتداء ما تقدم من العود إلى ما قبل فيبتدئ به، اللهم إلا من يقصد بذلك تحريف المعنى عن مواضعه، وخلاف المعنى الذي أراد الله تعالى فإنه والعياذ بالله يحرم عليه ذلك ويجب ردعه بحسبه على ما تقتضيه الشريعة المطهرة» «١» .

ولذا ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الغداة فقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وب (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) وفي الثانية بفاتحة الكتاب وب (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) ثم سلم، وأي مقتدى به أعظم من ابن عباس ترجمان القران «٢» .

[تنبيه:]

وليس المراد من هذا تهوين شأن الوقف، وتحسين التلعب بأوقاف القران، فإن الناس يمقتون من يعي في الحديث العابر أو يعبث به، ويعدونه ذا خلل، بل يراعي المغنون الأوقاف في كلامهم ليجعلوا السامع أمام وقع أعظم تأثيرا ... وكلام الله أحسن الكلام، يؤدى بأحسن أداء ترتيلا، وتغنيا، وقفا وابتداء، ومعرفة الوقف الحسن فيه كما قال الإمام الهذلي: «الوقف حلية التلاوة، وزينة القارئ، وبلاغ التالي، وفهم المستمع، وفخر العالم ... » «٣» .. ولكن الضرورة اقتضت الإشارة إلى هذه الحقيقة الخافية عن بعض الذين يغالون في هذا الباب فيوغلون ... ولأن الكلام عن تعليم النبي صلّى الله عليه وسلم؛ فإنه قد يرد على البحث سؤال عن الأوقاف الاصطلاحية: هل علمها النبي صلّى الله عليه وسلم كما هي الان؟.


(١) النشر في القراات العشر (١/ ٢٣٠) ، مرجع سابق.
(٢) النشر في القراات العشر (١/ ٢٣٤) ، مرجع سابق.
(٣) (الهذلي) : الكامل في القراات ورقة (٥٥) وجه أ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>