للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طريقة النبي صلّى الله عليه وسلم في التحزيب:

ظهر من الرواية السابقة أن النبي صلّى الله عليه وسلم يقسم القران إلى سبعة أحزاب، وكل حزب مذكور إنما هو منزل واحد من سبع منازل.

وأما ما اصطلح عليه المتأخرون من تقسيم القران إلى ثلاثين حزبا وسموها أجزاء، «فإن أول ما جزئ القران بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين وثلاثين وستين هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة وأثناء القصة، ونحو ذلك كان في زمن الحجاج وما بعده، وروى أن الحجاج أمر بذلك ومن العراق فشا ذلك، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك» «١» ، «واشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها» «٢» .

ولأن هذا التحزيب حادث فإن المرء ليأمل أن تعيد مجمعات مطابع المصاحف النظر في هذا وأن يشار مع هذا إلى ما يدل على تقسيم القران أسباعا ويبين أنه طريقة النبي صلّى الله عليه وسلم، وهو يكون ما بين أربعة إلى خمسة أجزاء بالاصطلاح الحادث، ومن فوائده العظيمة غير موافقة النبي صلّى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم في تحزيبهم، أن يكون التحزيب بالسور فهو الهدي الأكمل.

وحديث أوس «يوافق معنى حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما في أن المسنون كان عندهم قراءته في سبع ولهذا جعلوه سبعة أحزاب ولم يجعلوه ثلاثة ولا خمسة وفيه أنهم حزبوه بالسور وهذا معلوم بالتواتر ... » «٣» .


(١) ابن تيمية (١٣/ ٤٠٩) ، مرجع سابق.
(٢) ابن كثير (١/ ٨) ، مرجع سابق.
(٣) ابن كثير (١/ ٨) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>