للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول: أثر عامل السن في أسلوب تعليمه «منهجية النبي صلّى الله عليه وسلم في تعليم الصغار» :

تعليمه صلّى الله عليه وسلم حكم تعليم الصبيان:

علمهم النبي صلّى الله عليه وسلم أن تعليم الصبيان مستحب استحبابا متأكدا: وعلمهم صلّى الله عليه وسلم ذلك بقوله جل جلاله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً (التحريم: ٦) والمعنى كما قال غير واحد من السلف: معناه علّموهم ما ينجون به من النّار، وثبت في الصّحيحين عن ابن عمر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنّه قال: «كلّكم راع ومسئول عن رعيّته» «١» ف: «الصّبيّ أمانة عند والديه، وقلبه الطّاهر جوهرة نفيسة ساذجة خالية عن كلّ نقش وصورة، وهو قابل لكلّ نقش وقابل لكلّ ما يمال به إليه، فإن عوّد الخير وعلّمه نشأ عليه وسعد في الدّنيا والاخرة، يشاركه في ثوابه أبواه وكلّ معلّم له ومؤدّب، وإن عوّد الشّرّ وأهمل شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيّم به والوليّ عليه، ومهما كان الأب يصون ولده من نار الدّنيا فينبغي أن يصونه من نار الاخرة، وهو أولى، وصيانته بأن يؤدّبه ويهديه ويعلّمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السّوء، ولا يعوّده التّنعّم، ولا يحبّب إليه الزّينة وأسباب الرّفاهية فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ويهلك هلاك الأبد» «٢» ، وقال ابن الحاج: «وينبغي له أن يمتثل السّنّة في الإقراء ومن جملة ذلك أنّ السّلف الماضين رضي الله عنهم أجمعين إنّما كانوا يقرئون أولادهم في سبع سنين» «٣» .


(١) البخاري (١/ ٣٠٤) ، مسلم (٣/ ١٤٥٩) .
(٢) وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت: الموسوعة الفقهية (١٣/ ٢٣٤) .
(٣) المدخل لابن الحاج (٢/ ٣٤٥) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>