للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثاني: أن هذا الترتيل العام من حيث مدى التؤدة والتأني ينقسم إلى مراتب هي المراتب المعروفة في علم القراءة والتجويد للقراءة، وهذا يعني أن الترتيل هنا يأتي بالمعنى العام الشامل للحدر والتدوير والمرتبة الثالثة التي قد تدعى بالترتيل، وقد تدعى بالتحقيق، وقد يستعمل هذا المصطلح في معنى خاص هو ما توفرت فيه الأركان السابقة مع أعلى مراتب التؤدة اللائقة بقراءة القران وهو الذي اصطلح عليه بعض علماء القراءة ب (التحقيق) «١» .

[مراتب الترتيل:]

وعلى هذا فإن مراتب الترتيل بالمعنى العام ثلاثة: ومحور تقسيمها وحيثيته هو مدى التأني والتؤدة، مع بقاء الأركان الاخرى للترتيل كما هي، فللتأني وللطمأنينة المقبولة في علم القراءة أعلى وأوسط وأدنى، فالأعلى اصطلح عليه بالتحقيق أو بالترتيل (بالمعنى الخاص) والأوسط يدعى بالتدوير، والأدنى يدعى بالحدر ... ولكنها تشترك في جميع أركان الترتيل (بالمعنى العام) ، وتتفاوت في ركن واحد هو التأني والتؤدة ... كما أنها تتفق جميعا في الركنيين الأولين من أركان التجويد العملي، وتتفاوت في مدى الإشباع الجائز للحركات والحروف والصفات العارضة التي تتعلق بالركن الثالث من التجويد العملي، ولذا قال العلماء في الفرق بين مراتب الترتيل- بعد أن جعلوها كيفيات جائزة للقراءة-:


(١) ممن اصطلح عليه بالتحقيق: الإمام السيوطي في الإتقان (١/ ٢٦٥) ، وذهب بعضهم مذهبا مغايرا فجعل مراتب القراءة أربعة يجمعها الترتيل بالمعنى العام، وأعلاها التحقيق وبعده الترتيل وجعل الفرق بين الترتيل وبين التحقيق فيما ذكره بعضهم أن التحقيق يكون للرياضة والتعليم والتمرين والترتيل يكون للتدبر والتفكر والاستنباط فكل تحقيق ترتيل وليس كل ترتيل تحقيقا. انظر: الإتقان (١/ ٢٦٥) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>