للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وثانيهما:]

أن التزام ترتيب الايات في السور واجب ضروري، والسبب واضح غير منتبه إليه هو: اختلال نظم السورة المكونة من ايات بغير ذلك، بخلاف ترتيب سور القران فإن التزام ترتيبها حفظا أو تلاوة غير واجب شرعا وواقعا والسبب واضح غير منتبه إليه هو عدم اختلال نظم القران المكون من سور بذلك.

[الخلاف لفظي:]

لم يتصور الباحث وقوع خلاف في تعليم النبي صلّى الله عليه وسلم لهم هذا الموضوع، وأنه توقيفي إلا أن الزركشي- رحمه الله تعالى- أحكم الأمر حين قال: «والخلاف بين الفريقين لفظي لأن القائل بالثاني يقول إنه رمز إليهم بذلك ليعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته ولهذا قال مالك: إنما ألفوا القران على ما كانوا يسمعونه من النبي صلّى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور باجتهاد منهم فال الخلاف إلى أنه هل هو بتوقيف قولي أو بمجرد استناد فعلي» «١» .

[لا حرج في التنكيس:]

والظاهر من تعليم النبي صلّى الله عليه وسلم ألا حرج في التنكيس إذا كان يتعلق بالسور بأن يبدأ القارئ بسورة متأخرة في ترتيب المصحف، فإن الغالب أن يبدأ الناس بحفظ المفصل، وأما ما ورد عن ابن مسعود أنه قيل له إن فلانا يقرأ القران منكوسا قال: ذلك منكوس القلب «٢» ، فمحمول على تنكيس الايات لا السور خلافا لأبي عبيد «٣» .


(١) البرهان (١/ ١٥٧) ، مرجع سابق.
(٢) شعب الإيمان (٢/ ٤٣٣) ، مرجع سابق، وقال في مجمع الزوائد (٧/ ١٦٦) ، مرجع سابق: «رواه الطبراني ورجاله ثقات» .
(٣) انظر كلامه في: شعب الإيمان (٢/ ٤٣٣) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>