للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بوب البخاري: باب تعليم الصبيان القران «١» «كأنه أشار إلى الرد على من كره ذلك وقد جاءت كراهية ذلك عن سعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وأسنده ابن أبي داود عنهما ولفظ إبراهيم: (كانوا يكرهون أن يعلموا الغلام القران حتى يعقل) ، وكلام سعيد بن جبير يدل على أن كراهة ذلك من جهة حصول الملال له ولفظه عند بن أبي داود أيضا: كانوا يحبون أن يقرأ الصبي بعد حين «٢» ، فكلام من كره يدل على استحباب تعليم الصبي لكن بعد التمييز، لا فور النطق، وهو ما عضده ابن الحاج بقوله: «بل بعضهم يكون سنّه بحيث لا يقدر أن يمسك ضرورة نفسه بل يفعل ذلك في المكتب ويلوّث به ثيابه ومكانه فليحذر من أن يقرئ مثل هؤلاء إذ لا فائدة في إقرائه لهم إلا وجود التّعب غالبا وتلويث موضع القران وتنزيهه عن ذلك متعيّن ... » «٣» .

... «وأما كلام سعيد بن جبير فيدل على ترك التعليم إذا خيف تسرب الملال من القران إلى الصبي، وهو أمر مطلوب بكل حال، فالأصل أن يحبب القران إليه لا أن يبغض ... » «٤» .

منهجية النبي صلّى الله عليه وسلم في تعليم الصغار:

لم تختلف منهجية تعليم الصغار عن تعليم الكبار في عهده صلّى الله عليه وسلم: بل كانت تسير على الهيئة ذاتها: تعليم الألفاظ مع معانيها والعمل بها: الترتيل، الترجيع، حفظ القران ... ويدل لذلك مما علمهم النبي صلّى الله عليه وسلم إياه:


(١) البخاري (٤/ ١٩٢٢) ، مرجع سابق.
(٢) فتح الباري (٩/ ٨٣) ، مرجع سابق.
(٣) المدخل لابن الحاج (٢/ ٣٤٥) ، مرجع سابق.
(٤) فتح الباري (٩/ ٨٣) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>