للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تواتر المصحف كما هو يضاف إلى التواتر القراني:]

ولذا كان أكبر دليل يضاف إلى التواتر القراني ليجعل القطع بصحة القران مع التناقل الشفوي اضطراريا أن مصاحف المسلمين هي «التي اجتمع عليها السلف المرضيون والخلف المتبعون، فمن قرأ بحرف ولا يخالف المصحف بزيادة أو نقصان أو تقديم مؤخر أو تأخير مقدم وقد قرأ به إمام من أئمة القراء المشتهرين في الأمصار فقد قرأ بحرف من الحروف السبعة التي نزل القران بها، ومن قرأ بحرف شاذ يخالف المصحف وخالف في ذلك جمهور القراء المعروفين فهو غير مصيب وهذا مذهب أهل العلم الذين هم القدوة ومذهب الراسخين في علم القران قديما وحديثا» «١» .

[معنى جعل (رسم المصحف) ركنا من أركان القراءة:]

وصار بموجب هذا الإلحاح الشرعي على كتابة المصحف، والتعليم لضرورة الكتابة لا بد من التزام المكتوب المتيقن من كتابته أمام الرسول صلّى الله عليه وسلم لأنه الضابط للتلقي، مع أمن عدم التغيير بكثرة الحفاظ، وكثرة الترداد، ثم تداعى الصحابة رضي الله عنهم على إثر ذلك لجمع هذا المكتوب في مكان واحد هو المصحف الذي أشار النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته باكرا وذلك في زمان أبي بكر، ثم تداعوا- بعد- لكتابة نسخ متعددة منه وتوزيعه على الافاق ليكون ضابط الشرعية لأي قراءة تتلقى وذلك زمن عثمان، ولذا أشار العلماء سلفا وخلفا إلى ضرورة التزام رسم المصحف، وأن «الرسم دليل علمي» «٢» ، ومن أوائل من أشار إلى لزوم اتباع خط المصحف الإمام الطبري «٣» .


(١) لسان العرب (٩/ ٤١) ، مرجع سابق.
(٢) نيل الأوطار (٢/ ٢٢٨) ، مرجع سابق.
(٣) الطبري (٢/ ٣٢٨) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>