للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: وظيفة التلاوة:]

لما كانت تلاوة ألفاظ القران الكريم هي أساس الوظائف الاخرى ... فإن هذا يقتضي التوسع في شرح مفهوم التلاوة، وبيان أهميته، وحيزه الواقعي من وظيفة البلاغ ... ولتحقيق ذلك انقسم هذا المبحث إلى أربعة مطالب:

[المطلب الأول: مدلول التلاوة:]

المطلب الثاني: علاقة التلاوة بالتعليم: والمراد هنا هل التلاوة وظيفة تعليمية في ذاتها؟.

المطلب الثالث: المنهج المقرر للتلاوة والتعليم.

المطلب الرابع: قيامه صلّى الله عليه وسلّم بوظيفة تعليم القران على أوسع نطاق.

[المطلب الأول: مدلول التلاوة:]

اقترن هذا اللفظ (التلاوة) دون غيره من الألفاظ بقراءة القران الكريم لما له من دلالات تجعله دون غيره المعبر عن مراد الله عزّ وجلّ من القراءة، وأهم مدلولين لهذا اللفظ:

[أولا: التلاوة]

تعني القراءة: فتلوت القران تلاوة: قرأته، ومن ذلك قول الله جل جلاله: قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها (ال عمران: ٩٣) «١» ، وعمّ به بعضهم كل كلام؛ كما في قوله جل جلاله: فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (الصافات: ٣) سواء كانوا هم الملائكة، أو غيرهم ممن يتلو ذكر الله تعالى، وكما في قوله سبحانه وتعالى: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ (البقرة: ١٠٢) ؛ قال عطاء: على ما تحدّث


(١) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (١٣/ ٥١٠) .

<<  <   >  >>