للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيه عن المكين تكبيرهم مع الخواتم قرب الختم يروى مسلسلا «١»

ولكن أعمل أهل مكة عن عادة محدثة أم هي عن سنة قديمة توارثها القوم مذ كانت قراءة القران؟ وهل تفسير الحديث يتحقق في هذه الصورة التي يعملون بها؟

فقد قال بعض العلماء: «المقصود من الحديث السير دائما لا يفتر كما يشعر به قوله (من أوله إلى اخره ومن اخره إلى أوله) فقارئ خمس ايات ونحوها عند الختم لم يحصل تلك الفضيلة، وليس المراد الارتحال لفور الحلول فالمسافر السائر لا بد أن ينزل فيقيم ليلة أو بعض ليلة أو بعض يوم أو يعرس» «٢» .

والظاهر: أن ذلك قائم على سنة متوارثة، فقد ورد ذلك نصا عن القارئ المكي ابن كثير- رحمه الله تعالى- من رواية البزي وقنبل وغيرهما أنه كان إذا انتهى في اخر الختمة إلى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (الناس: ١) قرأ سورة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (الفاتحة: ٢) وخمس ايات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين وهو إلى وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (البقرة: ٥) لأن هذا يسمى الحال المرتحل ثم يدعو بدعاء الختمة، وقال الحافظ أبو عمرو الداني- رحمه الله تعالى-:

لابن كثير في فعله هذا دلائل من اثار مروية ورد التوقيف فيها عن النبي صلّى الله عليه وسلم وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين «٣» ، وقد روى الحافظ أبو عمرو أيضا بإسناد صحيح عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون إذا ختموا القران أن يقرؤا من أوله ايات، وهذا صريح في صحة ما اختاره القراء وذهب إليه السلف «٤» .


(١) الشاطبية ص ١٤٩، مرجع سابق.
(٢) انظر: تحفة الأحوذي (٨/ ٢٢٠) ، مرجع سابق.
(٣) انظر: النشر في القراات العشر (٢/ ٤٤٩) ، مرجع سابق.
(٤) انظر: النشر في القراات العشر ٢/ ٤٤٠، مرجع سابق.

<<  <   >  >>