للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: «أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به» (هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال:

«وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» «١» ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا جاءه فقال: أوصني فقال: «سألت عما سألت عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من قبلك» فقال: «أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القران فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض» «٢» .

وهو عندما يوصيهم بذلك، ويكرر، ويؤكد ... أفتراه يوصيهم بمجهول، غير معلوم الماهية أو الحدود عندهم؟ وقد حصر وصيته بالكتاب الشريف، وأخبر صلّى الله عليه وسلّم أن «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض» «٣» ليدل على عمومه وشيوعه، وصيرورته من العلم العام بينهم، فمن لم يحفظه عرف ماهيته الجملية وحدوده العامة، بخلاف الحديث النبوي الذي لا يعلمه إلا الخاصة غالبا، وقد يعترض معترض هاهنا بقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القران فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ... » «٤» ، فالحديث يدل على


(١) مسلم (٤/ ١٨٧٣) ، مرجع سابق.
(٢) مسند أحمد (٣/ ٨٢) ، مرجع سابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (١/ ٤٩٨) ، مرجع سابق.
(٣) مصنف ابن أبي شيبة (٦/ ١٢٥) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (٢/ ٨٢٦) .
(٤) أبو داود (٤/ ٢٠٠) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>