للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل يؤثر حجود هؤلاء وأولئك على معرفتنا بوجود القاهرة وإن لم نشاهدها؟ لا ... وكذلك هنا ... على أن التواتر القراني تواتر محسوس لوجود المصحف في بيت كل مسلم من أكثر من مليار مسلم بحمد الله سبحانه وتعالى، وكذلك كان الأمر قبل ثورة الطباعة، وأساس ذلك تلاوة كل المسلمين له.

ولذا إذا قيل: «ما معنى لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة: ٢) وقد علمتم أن خلقا يشكون في ذلك فكيف يصح ذلك وإن أراد لا ريب فيه عندي وعند من يعلم فلا فائدة في ذلك؟، فجوابنا أن المراد أنه حق يجب ألايرتاب فيه وهذا كما يبين المرء الشيء لخصمه منه بعد البيان أن يقول هذا كالشمس واضح وهذا لا يشك فيه أحد كما يقال عند إظهار الشهادتين أن ذلك حق وصدق وإن كان في الناس من يكذب بذلك» «١» ، وكما قال بعض أساطين العلم في أروربا: «صحة القران التي لا تقبل الجدل تعطي النص مكانة خاصة بين كتب التنزيل، ولا يشترط مع نص القران في هذه الصحة لا العهد القديم ولا العهد الجديد ... لسبب بسيط وهو أن القران قد ثبت في عصر النبي صلّى الله عليه وسلم (وأنه) لم يتعرض لأي تحريف من يوم أن أنزل على الرسول صلّى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا» «٢» .


(١) (القاضي عبد الجبار) قاضي القضاة عماد الدين أبي الحسن عبد الجبار بن أحمد ت ٤١٥ هـ: تنزيه القران عن المطاعن ص ٥، مصور دون ذكر معلومات.
(٢) الإسلام والوجه الاخر للفكر الغربي (قراات) ص ٩٥ نقلا عن موريس بوكاي في كتابه (القران الكريم والتوراة والإنجيل والعلم) ، مرجع سابق.

<<  <   >  >>