لأحَدِكُمُ اليَومَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وأصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوتِ نَفْسٍ واحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وأصْحَابُهُ إِلَى الأرْضِ، فَلا يَجِدُونَ فِي الأرْضِ مَوضِعَ شِبرٍ إِلا مَلأهُ زَهَمُهُمْ ونَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وأصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيرًا كَأعْنَاقِ البُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتطْرَحُهُمْ حَيثُ شَاءَ الله، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لا يَكُنُّ مِنْهُ بَيتُ مَدَرٍ ولا وبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأرْضَ حَتَّى يَترُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلأرضِ: أنبِتِي ثَمَرَتَكِ، ورُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَومَئِذٍ تَأكُلُ العِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، ويَسْتَظِلُّونَ بِقِحفِهَا، ويُبَارَكُ فِي الرِّسلِ، حَتَّى أنَّ اللِّقحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتكفِي الفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ البَقَرِ لَتَكْفِي القَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحَةَ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَينَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ الله رِيحًا طَيِّبةً، فَتَأخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وكُلِّ مسلم، ويَبقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الُحمُرِ، فَعَلَيهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ". أخرجه: أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجه، والترمذي، والنسائي فِي "الكبرى".
١٥١ - حديث سَالِم بن أبِي الجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بنِ أبِي طَلحَةَ عَنْ أبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أولِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ". أخرجه: أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي في "الكبرى".
الآخِرَةُ
١٥٢ - حَدِيثُ: أبِي حَيَّانَ: قَالَ حَدَّثَنَا أبو زُرْعَةَ بنُ عَمْرِو بنِ جَرِيرٍ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أُتِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِلَحْمٍ فَدُفِعَ إِلَيهِ الذِّرَاعُ، وكَانَتْ تُعْجِبُهُ، فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً ثُمَّ قَالَ: "أنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَومَ القِيَامَةِ، وهَل تَدْرُونَ لِمَ ذَلِكَ؟ يَجْمَعُ الله عَزَّ وجَلَّ الأولِينَ والآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ واحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ويَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، وتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبلُغُ النَّاسَ مِنَ الغَمِّ والكَرْبِ مَا لا يُطِيقُونَ ولا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: ألا تَرَونَ إِلَى مَا أنْتُمْ فِيهِ ألا تَرَونَ إِلَى مَا قَدْ بَلَغَكُمْ، ألا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وجَلَّ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ أبوكُمْ آدَمُ. فَيَأتُونَ آدَمَ عليه السلام فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ أنْتَ أبو البَشَرِ، خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وأمَرَ المَلائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنا إِلَى رَبِّكَ، ألا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ، ألا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ . فَيَقُولُ آدَمُ عَلَيهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute