أقسام أشراط الساعة وأماراتها: - العلماء يقسمون أشراط الساعة وأماراتها إلى ثلاثة أقسام: قسم ظهر وانقضى، وهي الأمارات البعيدة، وقسم ظهر ولم ينقض، بل لا يزال في ازدياد حتى إذا بلغ الغاية ظهر وقسم ثالث: - وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة، فإنها تتابع كنظام خرزات انقطع سلكها، فالأولى التي ظهرت ومضت منها من أمثلة.. بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه نبي الساعة. قال صلى الله عليه وسلم (بعثت أنا والساعة كهاتين) وموته -عليه الصلاة والسلام- وفتح بيت المقدس، وقتل أمير المؤمنين عثمان، ومنها واقعة الجمل وصفين وواقعة النهروان، وتنازل الحسن عن الخلافة، ومنها ملك بني أمية وما جرى على أهل البيت في أيامهم من أذية كقتل الحسين، وواقعة الحرة وقتل ابن الزبير، ورمي الكعبة بالمنجنيق.
ومنها ملك بني العباس، وما جرى من الأيام من المحن والشدائد، ومنها نار الحجاز التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى، ومنها ظهور الرفض واستبداد الرافضة بالملك، ومنها خروج الكذابين الدجالين كلهم يدعي أنه نبي، ومنها زوال ملك العرب، ومنها كثرة المال، ومنها كثرة الزلازل و ... والقتل.
كل هذه من أشراط الساعة التي مضت، الثانية: الأمارات الوسطى. الأمارات المتوسطة وهي التي ظهرت، ولم تنقض بل تزيد وتكثر، وهي كثيرة جدا منها: كون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع وهو (العبد الأحمق اللئيم) لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع) أي حتى يكون اللئام والحمقى ونحوهم رؤساء الناس، ومنها أن يرى الهلال ساعة أن يطلع، فيقال لليلتين لانتفاخ الأهلة، أي عظمها، ومنها أمانة الصلاة، ومنها إضاعة الأمانة، ومنها أكل الربا، ومنها قطع الأرحام، ومنها كثرة الطلاق، ومنها موت الفجأة، ومنها كون البطل قيظا، والولد غيظا، ومنها علو أصوات الفسقة في المساجد، ومنها اتخاذ القينات والمعازف، ومنها شرب الخمور في الطرقات، ومنها اتخاذ القرآن مزامير، ومنها كثرة الشرط وغيرها كثير.
الثالث: القسم الثالث من أشراط الساعة: العلامات العظام والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة مباشرة، وهي مشبهة بالعقد الذي إذا انقطع تتابع الخرز:
أولها: أن يظهر الإمام محمد المهدي، وهو رجل من سلالة فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم اسمه كاسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته كنيته، محمد بن عبد الله المهدي، وقد جاءت أحاديث المهدي أحاديث فيها أحاديث صحيحة، وأحاديث حسنة، وأحاديث ضعيفة، وأحاديث موضوعة لكن الأحاديث فيها ثابتة، وهو أنه رجل يخرج في آخر الزمان يبايع له بين الركن والباب، في وقت ليس للناس فيه إمام المهدي، ما يقاتل الناس يقاتل يلزم بالإمامة، وهو لا يريدها، ويلزمونه ويبايعونه في وقت ليس للناس فيه إمام في آخر الزمان، وفي زمانه يخرج الدجال في زمانه، يخرج الدجال في زمان المهدي، في زمانه تحصل الحروب والفتن، ويحصر الناس في الشام هذا العلامة الأولى: خروج المهدي ثم العلامة الثانية: خروج المسيح الدجال في زمنه جاء في الحديث أن خروج الدجال يكون بعد فتح القسطنطينية، كما في الحديث الصحيح في مسلم وغيره، أنه يحصل مقتلة عظيمة، ويحصل تفتح القسطنطينية، ويعلق الناس سيوفهم في الزيتون، فإذا انتهت المعركة نادى الشيطان: إن الدجال قد خلفكم في أهليكم فيخرجون فيذهبون، فيجدون الدجال قد خرج، وفي وقت مرة أخرى نادى الشيطان مرة في غزوة من الغزوات، وكان كاذبا، ثم العلامة الثالثة ينزل المسيح عيسى بن مريم في وقت الدجال، وفي وقت المهدي، هي ثلاث علامات متوالية مرتبة، فإذا نزل عيسى بن مريم مسيح الهدى، قتل مسيح الضلالة، وهو الدجال.
ثم العلامة الرابعة خروج يأجوج ومأجوج في زمن عيسى هذه علامات أربع متوالية مرتبة: المهدي ثم الدجال ثم نزول عيسى ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم بعد ذلك تتوالى بقية الأشراط، وهدم الكعبة المشرفة يهدمها رجل من الحبشة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (دقيق الساقين كأني أنظر إليه أصيلع أفيدع ينقضها حجرا حجرا فيلقيها في البحر) ثم أيضا آية الدجال، وهي دخان قبل قيام الساعة يدخل في أسماع الكفار والمنافقين، ويعتري ويصيبهم شدة عظيمة، ويعتري المؤمن كهيئة الزكام.
قال تعالى:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ}
وفي الحديث: إنها لن تقم حتى ترى قبلها عشرة ... فذكر منها الدخان، ومنها رفع القرآن العظيم من الصدور ومن السطور، وهي من أشد المعضلات في آخر الزمان إذا ترك الناس العمل بالقرآن نزع من صدور الرجال ومن المصاحف، فيصبح الناس ولا يجدون في صدورهم آية ولا في مصاحفهم آية، نعوذ بالله.