رسالته إلى علماء الهند وغيرهم في سنة ألف ثلاثمائة وأربع وأربعين، وجه غلام أحمد رسالة إلى علماء الهند وغيرها من البلاد الإسلامية جاء فيها "إن الله قد بعثني مجددا على رأس هذه المائة واختصني عبدا لمصالح العامة وأعطاني علوما ومعارف تجب لإصلاح هذه الأمة، ووهب لي من لدنه علما حيا لإتمام الحجة على الكفرة الفجرة وجعلني من المكلمين الملهمين وأكمل عليَّ نعمه، وأتم تفضله وسماني المسيح ابن مريم بالفضل والرحمة وقدر بيني وبينه تشابه الفطرة كالجوهرين من المادة الواحدة.
إلى أن قال: ومن أجل آلائه أنه استودعني سره الذي يكشف للأولياء والروح الذي لا ينفق إلا في أهل الاصطفاء، إلى أن قال ومن آلائه أنه خاطبني وقال: أنت وجيه في حضرتي اخترتك لنفسي، وقال: أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق.
إلى أن قال: أيها الكرام إن الفتن اشتدت والأرض فسدت والمفاسد كثرت وعلا في الأرض الحزب المنتصر.
إلى أن قال: فكلمني وناداني وقال إني مرسلك إلى قوم مفسدون وإني جاعلك للناس إماما.
إلى أن قال: فلما أخبرت عن هذا قومي قامت علمائهم للعني ولومي وكفروني قبل أن يحيطوا بقولي ويزنوا حولي، وقالوا دجال، وقال كبيرهم الذي أفتى وأغوى الناس ما أغرى: إن هؤلاء كفرة فجرة فلا يسلم عليهم أحد ولا يتبع جنازتهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين إلى أن قال: وبعزة ربي وجلاله نفسي لست بكافر ولا معتد من أقواله ولا مرتد ولا من الملحدين بل جاءكم الحق فلا تعرضوا عن الحق كارهين.
وقد تقوى مذهبنا بتظاهر الأحاديث والفرقان، ثم بشهادة الأئمة وأهل العرفان، ثم بالعقل الذي هو مدار التكاليف الشرعية، ثم بالإلهام المتواتر اليقيني عن حضرة العزة، فكيف ترجع إلى الظن بعد اليقين إلى أن قال: وقد تفردت بفضل الله بكشوف صادقة ورؤيا صالحة ومكالمات إلهية وكلمات إلهامية وعلوم نافعة وزادني ربي بسطة في العلم والدين وأرسلني مجددا لهذه المائة وسماني عيسى.
إلى أن قال: وجعلني ربي عيسى ابن مريم على طريق الموازاة الروحانية .... إلى أن قال: اعلموا أن فضل الله معي وأن روح الله ينطق في نفسي فلا يعلم سري ودخيلة أمري إلا ربي هو الذي أنزل علي وجعلني من المنوَّرَين هو الذي أنزل علي وجعلني من المنورين.
خلاصة الدعوى نقول: ادعى غلام أحمد أنه المسيح الموعود بمعنى أنه جاء بقوة وروح عيسى -عليه الصلاة والسلام- وادعى أنه هو النبي الذي تنبأت بظهوره أغلب الديانات وأن مهمته هي إطالة العلاقة بين الإنسان وخالقه كما أنه جاء ليفسر القرآن وتعاليم الإسلام في ضوء الوحي الإلهي فيما يطابق العصر الحاضر، وليكون هو نفسه مثالا يبين الحياة الإسلامية الكاملة وادعى أنه يستغني بالعلم اللدني عن الوحي، وللقديانية رئيس ديني يلقبونه بلقب أمير المؤمنين وخليفة المسيح الموعود والمهدي المعضود.
انتشارها: انتشرت الدعوة القاديانية وصادفت نجاحا في بعض الجهات الإفريقية وأخذوا يبشرون بها في أوربا وأمريكا وآسيا وشيدوا بعض المساجد في إنجلترا ولكنهم لم يجدوا من يقبل دعوتهم في البلاد العريقة في الإسلام كشمال إفريقية ومصر والجزيرة العربية والسودان والعراق والشام فقد قل نشاطهم الآن وضعفت حماستهم.
مذهب القاديانية في الجهاد أنه كان فرضا، ثم نسخ وأنه بعث بعد محمد أحمد القدياني وقبلته قديان في الهند، ومذهب البهائية أنه بعث بعد محمد البهاء وأنه نزل عليه القرآن سماه البهاء وقبلتهم مدينة عكا، والجهاد كان فرضا، ثم نسخ وكلا من البهائية والقاديانية تزعم أن الجهاد كان فرضا، ثم نسخ، فالمحاربة بالجهاد عندهم فالجهاد عندهم خروج عن دين الإسلام وعلى المسلمين أن ينضموا إلى دولة من الدول الكبرى لتحميهم، كما أن صلاة الجمعة نسخت، وكذا الحج؛ وذلك لأن كلا منهما مواطن قوة المسلمين فقالوا بالنسخ؛ لأجل أن يخدروا أعصاب المسلمين؛ لئلا يكون فيهم القوة التي كانت في آبائهم وأجدادهم.
البابية، أو البهائية وهذه القاديانية التي تسمى البهائية فرقة كافرة كما أجمع العلماء في العصر الحاضر على أنها فرقة خارجة عن دائرة الإسلام.
البابية، أو البهائية تنسب البابية إلى مؤسس الديانة البابية الذي سمى نفسه بالباب وتسمى البهائية نسبة إلى خليفة الباب وهو علي حسن الملقب بالبهاء مؤسس الديانة البهائية هو علي بن محمد رضا الشيرازي، ولد علي بن محمد بن رضا الشيرازي بشيراز في إيران سنة ألف ومائتين وخمس وثلاثين كان أبو محمد رضا الشيرازي ينتسب إلى بيت النبوة توفي والده قبل أن يبلغ سن الفطام فكفله خاله علي الشيرازي الذي كان يشتغل بالتجارة لم يكن للغلام ميل إلي الدراسة إلا أنه تحت ضغط خاله تعلم قليلا من اللغة العربية ومن النحو الفارسي، وقد أظهر براعة مدهشة في الخط فكان أعجوبة أهل عصره في هذا الفن.