أما رواية بعضهم (فلا أدري أفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله) فهذا وهم بعض الرواة؛ لأن الصعق ليس فيه استثناء، لماذا يستثنى، ليس استثناء في صعقة الموت، قال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} صعقة الموت حين ينفخ إسرافيل في آخر الدنيا، فيصعق الناس ويموتون ولكن هناك مَن يستثنه الله منها الأرواح لا تموت؛ لأنها باقية؛ وكذلك ما في الجنة من الحور وغيرها باقية هذا مما استثناهم الله.
أما صعقة التجلي فليس فيها؛ فالصواب أنها لمن ثبت في حديث البخاري استثناء ولكن هذه اللفظة رأى بعض الرواة (ولا أدري أفاق قبلي أم كان ممن استثناهم الله) صواب، وصواب الحديث ما جاء في الرواية (أفاق قبلي أم جوزي بصعقة يوم الطور) أما لفظة (أفاق قبلي أم كان من الذين استثناهم الله) وهم من بعض الرواة كما نبه على ذلك المحققون من أهل العلم والحديث؛ وذلك؛ لأن الصعقة في يوم القيامة التي سببها التجلي لفصل القضاء ما فيها استثناء كل الناس يصعقون إنما الاستثناء في الصعقة التي تكون في آخر الدنيا صعقة الموت، نعم. والله أعلم.
س- أحسن الله إليكم: ما معنى قول وهب بن منبه: "نظرت في القدر فتحيرت ونظرت فيه فتحيرت ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه وأجهل الناس بالقدر أفقهم به" لا سيما وقد كثر خوض الطلاب في القدر بلا فائدة بعد الدرس في القدر.
ج- لسنا مكلفين بتفسير كلام وهب بن منبِّه، وهب بن منبِّه من العلماء التابعين ومنبه من العلماء الذين أسلموا من بني إسرائيل، قد يكون قوله صوابا، وقد يكون خطأ، ولسنا مُتَعَبَّدِين بأن نفسر كلامه، نعم فنحن نفسر كلام الله وكلام رسوله هذا من الصحة والقدر لا يجب للإنسان أن يخوض فيه، وكما سيأتي -إن شاء الله- في الطحاوية أن قول الطحاوي: "القدر سر الله في الخلق فمن سئل عن فعل فقد رد حكم الكتاب، ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين" سيأتي -إن شاء الله- لا نستعجل. نعم.
س-أحسن الله إليكم، هل النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من السموات والأرض ومن ميكائيل وجبرائيل وأفضل من العرش والكرسي وأفضل من كل شيء؟
ج- نعم ظاهر الأدلة أنه أفضل المخلوقات صلى الله عليه وسلم هذا وهو أفضل المرسلين، الصواب وأفضل الملائكة ومسألة تفضيل الأنبياء وتفضيل صالح البشر على الملائكة فيها كلام أهل العلم من العلماء، من قال: إن الأنبياء أفضل ومنهم من قال: إن الملائكة أفضل، ومنهم قال: إن صالح البشر أفضل.
شارح الطحاوية قال: "إن هذه المسألة من فضول الكلام، فالأولى تركها". لكن حقق شيخ الإسلام ابن تيمية هذه المسألة وقال: "إني كنت أظن هذه المسألة من بدع الكلام فتبين لي أنها مسألة أثرية صحابية سلفية، وحقق القول بأن الأنبياء وسائر الرسل أفضل من الملائكة لكن هذا عند كمال حالهم عند دخول الجنة، وإن كان حال الملائكة قد يكون في الدنيا أفضل، لكن في النهاية حال الأنبياء وصالح البشر أفضل". نعم.
س-أحسن الله إليكم في أي كتب السنة ورد لفظ (أعطيت ستا -وفيها وختم بي النبيون) فرواية الصحيحين (أعطيت خمسا لم يعطهن غيري) ولم يذكر فيها (وختم بي النبيون)
ج- (أعطيت ست خصال) أخرجها مسلم عن شرح الطحاوية فارجع إليها. نعم.
س-أحسن الله إليكم هل هناك فرق بين العارف والعالم عند الصوفية.
ج- الصوفية عندهم العارف من المعرفة والعلم، الله تعالى يوصف بالعلم لا بالمعرفة؛ وسيأتي كلام الطحاوي -رحمه الله- وذلك بأن الله ما هو إله معرفة وأن هذا منتقد. نعم.
س- يقول السائل: هل يجوز لنا أكل لحوم مَن يدعي وحدة الوجود.
ج- نعم التحريم لا غيبة إلا لفاسق إذا أظهر فسقه ليس له غيبة، فإذا ما رأيت إنسان يحلق لحيته، وقلت فلان يحلق لحيته هل تكون غيبة؟ لا فهو الذي فضح نفسه إذا المجاهر بالمعصية لا غيبة له، والمجاهر بالبدعة أعظم، والمجاهر بالكفر أعظم وأعظم، فالتحذير من البدع والمنكرات، والتحذير من الكفر ما يسمى غيبة، هذا نصح لله ولرسله، والنصيحة واجبة، التحذير من الكفر والبدع هذا ليس غيبة، والتحذير من الشر حتى إن الميت كما جاء في الحديث: (لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا) لا يسب الميت لكن إذا كان في التحذير من بدعة الميت مصلحة للأحياء نحذر من بدعته حتى لا يتضرر الأحياء. نعم.
س-هل يجوز لنا أكل لحوم ممَن يدعي وحدة الوجود؟