وأما الآثار فقال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب في القلب كما ينبت الماء البقل.
وقال: إذا ركب الرجل الدابة ولم يسم ردفه الشيطان.
وقال: تغنه فإن لم يحسن.
قال له: تمنه.
ومر ابن عمر ﵁ بقوم محرمين وفيهم رجل يتغنى، قال: ألا لا سمع الله لكم.
ومر بجارية صغيرة تغني، فقال: لو ترك الشيطان أحدا لترك هذه.
وسأل رجل القاسم بن محمد عن الغناء فقال: أنهاك عنه وأكرهه لك.
قال: أحرام هو؟ قال: انظر يا ابن أخي إذا ميز الله الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء؟.
وعن الشعبي قال: لعن المغني والمغنى له.
أخبرنا عبد الله بن علي المقري ومحمد بن ناصر قالا نا طراد بن محمد نا أبو الحسين بن بشران نا أبو علي بن صفوان ثنا أبو بكر القرشي ثني الحسين بن عبد الرحمن ثني عبد الله بن الوهاب قال أخبرني أبو حفص عمر بن عبيد الله الأرموري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمان جل وعز، فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعزف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب.
ولعمري لتوقي ذلك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه.
وقال فضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا.
وقال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب مسخطة للرب.
وقال يزيد بن الوليد: يا بني أمية إياكم والغناء فإنه يزيد الشهوة ويهدم المروءة وإنه لينوب عن الخمر ويفعل ما يفعل السكر، فإن كنتم لا بد فاعلين فجنبوه النساء، فإن الغناء داعية الزنا.
قال المصنف ﵀: قلت، وكم قد فتنت الأصوات بالغناء من عابد وزاهد، وقد ذكرنا جملة من أخبارهم في كتابنا المسمى بـ ذم الهوى.
أخبرنا محمد بن ناصر نا ثابت بن بندار نا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة أبو سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ثني محمد بن يحيى عن معن بن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال: كان سليمان بن عبد الملك في بادية له، فسمر ليلة على ظهر سطح ثم تفرق عنه جلساؤه، فدعا بوضوء فجاءت به جارية له، فبينما