معشر الخزرج أنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه على حربنا، والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم. قال: فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه، وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا، قال فبعضنا ينظر إلى بعض قال وقام القوم وفيهم الحرث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان، قال فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قالوا: ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من سادتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش؟ فسمعها الحرث فخلعها ثم رمي بهما إلي فقال والله لتنتعلنهما. قال يقول أبو جابر: أحفظت والله الفتى فأردد عليه نعليه قال فقلت: والله لا أردهما فأل والله صلح والله لئن صدق الفأل لأسلبنه. فهذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها.
[درجته: رواه أيضًا من طريقه البيهقي في دلائل النبوة (٢/ ٤٤٤) والطبرانيُّ (١٩ - ٨٧)، هذا السند: صحيح. رواه ابن حدثني معبد بن كعب ابن مالك بن القين، أخو بني سلمة، عن أخيه عبد الله، عن أبيه كعب بن مالك، قال: خرجنا في الحجة .. وهذا الإسناد صحيح شيخ ابن إسحاق، ثقة من رجال الشيخين فقد وثقه العجلي (٤٣٣)، وأخوه ثقة. انظر التقريب (١/ ٤٤٠) حيث قال الحافظ: ثقة يقال له رؤية].
[المفاوضات]
١ - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (٢ - ١٣٠): حدثني يزيد بن زياد عن محمَّد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان سيدًا قال يومًا وهو جالس في نادي قريش ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد وحده يا معشر قريش ألا أقوم إلى محمَّد فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء، وذلك حين أسلم حمزة ورأوا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيدون ويكثرون فقالوا: بلى. يا أبا الوليد، قم إليه فكلمه. فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا ابن أخي إنك منا حيث قد علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب، وإنك أتيت قومك بأمر