فلا تكلماني؟ فقلتما: ادفعه إلينا بذلك فدفعته إليكما. أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك؟ حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما عنه فادفعاه إلي فأنا أكفيكماه.
قال فحدثت بهذا الحديث عروة بن الزبير فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أنا أردهن فقلت لهن: ألا تتقين الله؟ ألم تعلمن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول:"لا نورث ما تركنا صدقة -يريد بذلك نفسه- إنما يأكل آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - في هذا المال". فانتهى أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما أخبرتهن، قال فكانت هذه الصدقة بيد علي منعها علي عباسًا فغلبه عليها، ثم كان بيد حسن بن علي، ثم بيد حسين بن علي، ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما كانا يتداولانها، ثم بيد زيد بن حسن وهي صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حقًا.
[الاعتراف بصدق النبي وإعجاز القرآن]
١ - قال ابن كثير في البداية والنهاية (٣ - ٦٧): قال إسحاق بن راهويه حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن بن عباس - رضي الله عنه -: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال يا عم، إن قومك يريدون إن أن يجمعوا لك مالًا قال لم قال ليعطوكه، فإنك أتيت محمدًا لتعرض لما قبله؟ قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالًا. قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك إنك منكر له، أو إنك كاره له. قال: وماذا أقول، فوالله رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجز ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، ووالله إن لقوله الذي يقول حلاوة، وإن عليه لطلاوة وأنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته قال لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: فدعني حتى أفكر. فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره من غيره فنزلت {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}.