رجب آخر ليلة من جمادى، وغمد المسلمون سيوفهم حين دخل شهر رجب وأنزل الله يعير أهل مكة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} لا يحل وما صنعتم أنتم يا معشر المشركين أكبر من القتل في الشهر الحرام حين كفرتم بالله وصددتم عن محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وإخراج أهل المسجد الحرام منه حين أخرجوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه أكبر من القتل عند الله.
[درجته: حديثٌ حسنٌ، هذا السند: قوي أما حديث أبي مالك فمرسل وأما طريق أبي صالح عن ابن عباس فضعيف من أجل أبي صالح (باذام) وهو ضعيف كما جاء في تقريب التهذيب (١ - ١٢٠): باذام ويقال آخره نون، أبو صالح مولى أم هانئ ضعيف، لكن هناك طريق مرة عن ابن مسعود وهو طريق صحيح قال الحافظ في التقريب (١ - ٥٢٥): مرة بن شراحبيل الهمداني بسكون الميم أبو إسماعيل الكوفي هو الذي يقال له مرة الطيب ثقة عابد والحديث صحيح بما قبله].
[تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة وموقف اليهود]
١ - قال البخاري (١ - ٢٣): حدثنا عمرو بن خالد قال حدثنا زهير قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممّن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك. قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا: أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}.
٢ - قال البخاري (١ - ١٥٧): حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: