فلما قضيت جواري هبطت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فإذا هو جالس على عرش بين السماء والأرض فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء باردًا وأنزل علي: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ".
ورواه مسلم (١ - ١٤٤).
[فترة الوحي]
١ - قال البخاري (١ - ٥): قال ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله الأنصاري وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحدث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدث عن فترة الوحي قال في حديثه: "فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فجثثت منه فرقًا فرجعت فقلت: زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} وهي الأوثان قال: ثم تتابع الوحي.
رواه مسلم (١ - ١٤٣): حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب قال حدثني يونس قال قال ابن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن جابرًا بن عبد الله الأنصاري (وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) كان يحدث.
٢ - قال البخاري (٣ - ١١٨٢): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال سمعت أبا سلمة قال أخبرني جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما -: أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"ثم فتر عني الوحي فترة فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلث زملوني زملوني فأنزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ".