فأعطاه الله إياها وخصه بها فقال:{وَمَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} يقول بغير قتال قال فأعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثرها للمهاجرين وقسمها بينهم ولرجلين من الأنصار كانا ذوي حاجة لم يقسم لرجل من الأنصار غيرهما، وبقي منها صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يد بني فاطمة.
[درجته: انظر التخريج، رواه أبو داود (٢ - ١٧١)، هذا السند: اعترضت على تصحيح الإِمام الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣٠٠٤) لأن إسناده عند أبي داود هو: حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ... وهذا الإسناد ضعيف لأن شيخ أبي داود مجهول الحال وهذه هي ترجمته في التهذيب (٩/ ١٥٤): روى عن عبد الرزاق ويحيى بن حسان وعنه أبو داود ثم إنه أخطأ في سند هذا الحديث فقد ذكر أن شيخ الزهري هو عبد الرحمن بن كعب والذي عند عبد الرزاق (٥/ ٣٥٧) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وهذا الراوي قال عنه الحافظ في تعجيل المنفعة ٢٢٧: عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري عن أبيه وجابر وعنه كثير بن زيد وعبد الله بن محمَّد بن عقيل فيه نظر قلت أما الذي روى عن جابر وروى عنه كثير بن زيد فهو كما ذكر وحديثه عن جابر في الدعاء في مسجد الفتح وأما الذي روى عن أبيه وروى عنه بن عقيل فالذي أظنه أنه انقلب وأنه عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك شيخ الزهري وهو مترجم في النهذيب ولكن ذكره بن حبان في الطبقة الثالثة من الثقات كالذي وقع هنا فلعله ابن عمه والله أعلم، إذا فقول الحافظ هو الأصوب لأن شيخ الزهري الذي أكثر عن الزهري هو الثقة عبد الرحمن بن عبد الله، كما أن عبد الله بن عبد الرحمن ليس من تلاميذه الزهري].
[قريش تهدد اليهود]
١ - قال أبو داود (٣/ ١٥٦): حدثنا محمد بن داود بن سفيان ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن كفار قريش كتبوا إلى بن أبي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا - صلى الله عليه وسلم - وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجن أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم ونستبيح نساءكم، فلما بلغ