ذكروا للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشكوه إليه فقال: يا رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارًا فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، فحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره فقال: يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال:"لم؟ " قال: لأحب من تحب. قال:"عائشة". قال: من الرجال؟ قال:"أبوها".
[درجته: سنده صحيح، رواه البخاري (٣ - ١٣٣٩)، ومسلمٌ (٤ - ١٨٥٦) مختصرًا، وقيس مخضرم ثقة وتلميذه ثقة وكذلك يحيى ومن طريق يحيى رواه ابن خزيمة وغيره].
[أسر ثمامة الحنفي وحصار مكة]
١ - قال البخاري (٤ - ١٥٨٩): حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- قال: بعث النبي خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له:(ثمامة بن أثال) فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"ما عندك يا ثمامة؟ " فقال: عندي خير يا محمَّد، إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت؟ فترك حتى كان الغد ثم قال له:"ما عندك يا ثمامة؟ " قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر. فتركه حتى كان بعد الغد فقال:"ما عندك يا ثمامة؟ " فقال عندي ما قلت لك فقال: "أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، يا محمَّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليَّ، والله ما كان من دين أبغض إليَّ من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل: صبوت؟ قال: لا, ولكن أسلمت مع محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبَّة حنطة حتى يأذن فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه مسلم (٣ - ١٣٨٦): حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ...