أرى أنه كان أكرم منه كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخر عني حتي إذا نزلت استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في الشجرة، ثم تنحى عني إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ثم استأخر عني وقال: اركبي، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذه بخطامه فقاده حتى ينزل بي حتى أقدمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية وكان أبو سلمة بها نازولا فادخليها على بركة الله ثم انصرف راجعًا إلى مكة، قال فكانت تقول: والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبًا قط كان أكرم من عثمان ابن طلحة.
[درجته: انظر التخريج، هذا السند: ابن إسحاق صرح بالسماع من والده ووالده ابن هو إسحاق بن يسار المدني والد محمد صاحب المغازي ثقة تقريب التهذيب (١٠٣)، أما سلمة فهو تابعي وثقه ابن حبان فيحتاج إلى مزيد من التوثيق وقد أوردته لأنه تابعي روى عنه عدد من ثقات التابعين وأعلامهم ومنهم: الثقة الثبت عمرو بن دينار، وعطاء بن أبي رباح وهو ثقة فقيه فاضل وكذلك والد ابن إسحاق وهو تابعي ثقة. انظر التهذيب (٤/ ١٤٨) ولأنه يروي هذا الحديث عن جدته].
[هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم)]
١ - قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج عن ابن عباس قال وحدثني الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس والحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال: لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى الزحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت له فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفًا على بابها قالوا من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى ألا يعدمكم منه رأي ونصح. قالوا: أجل فادخل. فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلهم من كل قبيلة من بني عبد شمس شيبة وعتبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، ومن بني