١ - قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقتلى أن يطرحوا في القليب، فطرحوا فيه إلا ما كان من أمية بن خلف، فإنه انتفخ درعه فملأها فذهبوا يحركوه فتزايل، فأقروه وألقوا عليه ما غيبة من التراب والحجارة، فلما ألقاهم في القليب وقف عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا"، فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوما موتى؟ قال فقال لهم:"لقد علموا أن ما وعدتهم حق"، قالت عائشة: والناس يقولون لقد سمعوا ما قلت لهم وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقد علموا.
[درجته: سنده صحيح، رواه من طريقه أحمد بن حنبل (٦ - ٢٧٦)، هذا السند: صحيح. يزيد تابعي صغير ثقة، وهو أحد موالي آل الزبير التقريب (٢ - ٣٦٤) وشيخه إمام معروف].
٢ - قال البخاري (٤ - ١٤٦١):حدثني عبد الله بن محمد سمع روح بن عبادة حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أنس بن مالك عن أبي طلحة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه، وقالوا ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم. يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ قال فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم".