لا أدري أين هو من البيت، فقلت: يا أبا رافع؟ قال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش، فما أغنيت شيئًا. وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد، ثم دخلت إليه فقلت: ما هذا الصوت يا أبا رافع؟ فقال لأمك الويل إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف. قال: فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله، ثم وضعت ظبة السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب. فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته؟ فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال: أنعى أبا رافع تاجر الحجاز. فانطلقت إلى أصحابي فقلت: النجاء فقد قتل أبا رافع. فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثته فقال:"ابسط رجلك". فبسطت رجلي فمسحها فكأنها لم أشتكها قط.
[إسلام المغيرة بن شعبة]
١ - قال البخاري (٢ - ٩٧٤): حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال: أخبري عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا ... ، حديث طويل جاء فيه: كان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما الإِسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء".
[إسلام عمرو بن العاص وعودة مهاجري الحبشة]
١ - قال البزار (٤ - ١٥٣): حدثنا محمد بن المثنى قال نا معاذ بن معاذ قال نا ابن عون قال حدثني عمير بن إسحاق قال حدثني عمرو بن العاص قال: لما رأيت جعفر وأصحابه آمنين بأرض الحبشة قلت لأفعلن بهذا وأصحابه. فأتيت النجاشي فقلت: ائذن لعمرو بن العاص فأذن لي. فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أن ليس للناس إلا إله واحد، وإنا والله إن لم ترحنا منه أصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا ولا