للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد من أصحابي. فقال: أين هو؟ قال: إنه يجيء مع رسولك إنه لا يجيء معي. فأرسل معي رسولا فوجدناه قاعدا بين أصحابه فدعاه، فجاء فلما أتينا الباب ناديت: ائذن لعمرو بن العاص. ونادى خلفي: ائذن لحزب الله -عَزَّ وَجَلَّ- فسمع صوته، فأذن له فدخل ودخلت فإذا النجاشي على السرير، وإذا جعفر قاعد بين يديه وحوله أصحابه على الوسائد، ووصف عمير السرير، قال عمرو: فلما رأيت مقعده جئت حتى قعدت بينه وبين السرير، وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلا من أصحابي، قال: فسكت وسكتنا، وسكت وسكتنا حتى قلت في نفسي: لعن هذا العبد الحبشي ألا يتكلم؟ ثم تكلم فقال: نخروا. قال عمرو: أي تكلموا فقلت: إن ابن عم هذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد وأنك والله إن لم تقتله لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا أنا ولا أحد من أصحابي. فقال: يا أصحاب عمرو ما تقولون؟ قالوا: نحن على ما قال عمرو. فقال: يا حزب الله نخر. قال فتشهد جعفر فقال عمرو: فوالله إنه لأول يوم سمعت فيه التشهد ليومئذ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال: فأنت فما تقول؟ قال: فأنا على دينه. قال فرفع يده فوضعها على جبينه فيما وصف ابن عون ثم قال: أناموس كناموس موسى؟ ما يقول في عيسى؟ قال: يقول روح الله وكلمته، قال (فأخذ شيئًا من الأرض): ما أخطأ فيه مثل هذه. وقال: لولا ملكي لاتبعتكم. إذهب أنت يا عمرو فوالله ما أبالي ألا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا، واذهب أنت يا حزب الله فأنت آمن من قاتلك قتلته، ومن سلبك غرمته، وقال لآذنه: انظر هذا فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن كنت مع أهلي فأخبره فإن أبى إلا أن تأذن له فأذن له. قال: فلما كان ذات عشية لقيته في السكة فنظرت خلفه، فلم أر خلفه أحدا فأخذت بيده فقلت: تعلم أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. قال: فغمزني وقال أنت على هذا. وتفرقنا فما هو إلا أن أتيت أصحابي فكأنما شهدوني وإياه، فما سألوني عن شيء حتى أخذوني وطرحوني، فجعلوا على وجهي قطيفة وجعلوا يغمزوني وجعلت

<<  <   >  >>