١ - قال البخاري (٤ - ١٥٧٦): حدثنا محمَّد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا بن عون عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف ومن الطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه فقال:"يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك. ثم التفت عن يساره فقال:"يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك يا رسول الله أبشر نحن معك، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال:"أنا عبد الله ورسوله" فانهزم المشركون فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا. فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال:"يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ " فسكتوا فقال: "يا معشر الأنصار ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحوزونه إلى بيوتكم؟ " قالوا: بلى. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار" فقال هشام: يا أبا حمزة وأنت شاهد ذاك؟ قال: وأين أغيب عنه.
ورواه مسلم (٢ - ٧٣٥).
٢ - قال مسلم (٢ - ٧٣٦): حدثنا عبيد الله بن معاذ وحامد بن عمر ومحمَّد بن عبد الأعلى قال بن معاذ حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني السميط عن إنس بن مالك قال: افتتحنا مكة ثم إنا غزونا حنينا، فجاء المشركون بأحسن صفوف رأيت. قال: فصفت الخيل ثم صفت المقاتلة ثم صفت النساء من وراء ذلك، ثم صفت الغنم ثم صفت النعم. قال: ونحن بشر كثير قد بلغنا ستة آلاف، وعلى مجنبة خيلنا خالد بن الوليد، قال: فجعلت خيلنا تلوي خلف ظهورنا، فلم نلبث أن انكشفت خيلنا وفرت الأعراب ومن نعلم من الناس، قال: فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يال المهاجرين يال المهاجرين" ثم قال: "يال الأنصار يال الأنصار" قال قال أنس: هذا