حديث عميه. قال قلنا: لبيك يا رسول الله، قال فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"فأيم الله ما أتيناهم حتى هزمهم الله" قال فقبضنا ذلك المال، ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا. قال: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي الرجل المائة من الإبل، ثم ذكر باقي الحديث بنحو حديث قتادة وأبي التياح وهشام بن زيد.
٣ - قال أحمد بن حنبل (٣ - ٣٧٦): حدثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن جابر بن عبد الله قال: لما استقبلنا وادي حنين قال: انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف حطوط إنما ننحدر لمحيه انحدارًا. قال: وفي عماية الصبح وقد كان القوم كمنوا لنا في شعابه وفي أجنابه ومضايقه، قد أجمعوا وتهيؤا وأعدوا. قال: فوالله ما راعنا ونحن منحطون إلا الكتائب قد شدت علينا شدة رجل واحد، وانهزم الناس راجعين فاستمروا لا يلوي أحد منهم على أحد، وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمن ثم قال:"إلي أيها الناس، هلم إلي، أنا رسول الله، أنا محمَّد بن عبد الله" قال: فلا شيء احتملت الإبل بعضها بعضا فانطلق الناس إلا أن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رهطا من المهاجرين والأنصار وأهل بيته غير كثير، وفيمن ثبت معه - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر، ومن أهل بيته علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب وابنه الفضيل بن عباس وأبو سفيان بن الحرث وربيعة بن الحوث، وأيمن بن عبيد وهو بن أم أيمن وأسامة بن زيد، قال ورجل من هوازن على جمل له أحمر في يده راية له سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس، وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه فاتبعوه.
قال بن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله قال بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع، إذ هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه، قال، فيأتيه علي من خلفه فضرب عرقويى الجمل، فوقع على عجزه ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه، فانعجف عن رحله