وبينه، حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا ينقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، حتى بقيت منهم رهط وفرغ رسول الله مع الفجر وانطلق فبرز، ثم أتاني فقال ما فعل الرهط؟ فقلت: هم أولئك يا رسول الله فأخذ عظمًا وروثًا فأعطاهم إياه زادًا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث.
[درجته: حديثٌ حسنٌ، رواه: ابن جرير في التفسير (١١ - ٢٩٦) من عدة طرق عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أبي عثمان بن شبة. والصحيحة ابن سنة -كما قال الحافظ- عن ابن مسعود، هذا السند: فيه علتان، الأولى: رواية يونس عن الزهري، فيونس وإن كان ثقة إلا أن روايته عن ابن شهاب فيها وَهْمٌ قليل، والتابعي ابن سنة لم يوثق، لكن له طريقان يرتقي بهما إلى درجة الحسن، هما: جرير عن قابوس عن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن مسعود، وهذا الطريق حسن لذاته وقد مر معنا تخريجه].
[الهجرة إلى المدينة]
١ - قال البخاري (٢ - ٦٦٢): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد قال سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد".
ورواه مسلم (٢ - ١٠٠٦).
[هجرة عمر بن الخطاب وعياش]
١ - قال ابن إسحاق: السيرة النبوية (٢ - ٣٢١): حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال: اتعدت لما أردنا الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام ابن العاص بن وائل السهمي (التناضب من أضاة بني غفار) فوق سرف، وقلنا: أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه، قال: فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وحبس عنا هشام وفتن فافتتن فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني عمرو بن عوف بقباء، وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن