السند ضعفًا لجهالة الراوي الذي حدث محمَّد بن كعب وهو يروي عن الصحابة فإن كان صحابيًا صح السند وإن كان تابعيًا فلا بد من معرفته ومنزلته التوثيقية، وأمام هذا التردد يكون في السند ضعفًا حتى يثبث العكس، أو يكون للحديث شاهد يقويه لكنه لم يذكر اسم من حدثه قد يكون صحابيًا، وقد يكون تابعيًا. لكن للحديث شاهدان يتقوى بهما. الأول عند عبد بن حميد (ابن كثير ١ - ٥٠٢) وفيه ضعف يسير. من أجل رجل لم يوثقه إلا ابن حبان وهو الذيال بن حرملة. لكنه تابعي وروى عنه وشاهد قصير عند ابن إسحاق، عن نافع عن ابن عمر وفيه ابن إسحاق لم يصرح بالسماع من نافع فالحديث بهذه الطرق حسن. وانظر ما بعده].
٢ - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (٢ - ١٣٢):. حدثني بعض أهل العلم عن سعيد ابن جبير وعن عكرمة مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب والنضر بن الحارث أخو بني عبد الدار وأبو البختري بن هشام والأسود بن المطلب بن أسد وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبو جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية والعاص بن وائل ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان وأمية بن خلف أو من اجتمع منهم قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة ثم قال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمَّد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا فيه. فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك فأتهم. فجاءهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إليهم فقالوا له: يا محمَّد إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا والله ما نعلم رجلًا من العرب أدخل على قومه مثل ما أدخلت على قومك، لقد شتمت الآباء وعبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا جئته فيما بيننا وبينك، أو كما قالوا له، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالًا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت إنما تطلب به الشرف فينا فنحن نسودك علينا، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه قد غلب عليك (وكانوا يسمعون التابع من الجن رئيًا) فربما كان ذلك بذلنا لك أموالنا في طلب رآه لك، حتى نبرئك منه أو نعذر فيك، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بي ما تقولون،