ومنها أن الذين ساقوا الحديث على وجهه أهل الخيمتين من الأعاريب الذين لا يتهمون بوضع الحديث والزيادة والنقصان وقد أخذوه لفظًا بعد لفظ عن أبي معبد وأم معبد.
ومنها أن له أسانيد كالأخذ باليد أخذ الولد عن أبيه والأب عن جده لا إرسال ولا وهن في الرواة ومنها أن الحر بن الصباح النخعي أخذه عن أبي معبد كما أخذه ولده عنه:
فأما الإسناد الذي رويناه بسياقة الحديث عن الكعبيين فإنه إسنادٌ صحيحٌ عال للعرب الأعاربة وقد علونا في حديث الحر بن الصباح: حدثناه أبو العباس محمَّد بن يعقوب عودًا على بدء ثنا الحسين بن مكرم البزار حدثني أبو أحمد بشر بن محمَّد السكري ثنا عبد الملك بن وهب المذحجي ثنا الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد الخزاعي قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة مهاجرًا فذكر الحديث بطوله مثل حديث سليمان بن الحكم وأما حديث الخيمتين المعروف برواته فقدى حدثناه أبو زكريا يحيي بن محمَّد العنبري ثنا الحسين بن محمد بن زياد وجعفر بن محمَّد بن سوار وأخبرني عبد الله بن محمَّد الدورقي في آخرين.
قالوا ثنا محمَّد بن إسحاق الإِمام وأخبرني مخلد بن جعفر الباقر حي ثنا محمَّد بن جرير قالوا ثنا مكرم بن محرز ثم سمعت الشيخ الصالح أبا بكر محمَّد بن جعفر بن حمدان البزار القطيعي يقول ثنا مكرم بن محرز عن أبيه فذكروا الحديث بطوله بنحو من حديث أبي معبد. فقلت لشيخنا أبي بكر القطيعي سمعه الشيخ من مكرم قال أي والله حج بي أبي وأنا بن سبع سنين فأدخلني على مكرم بن محرز.
في البداية أود استبعاد الطرق شديدة الضعف لعدم جدوى الاستدلال بها، وهي:
(طريق الحر بن الصباح)، هذه الطريق مركبة بطريقة ذكية جدًا تمر حتى على العلماء، إلا علماء الجرح والتعديل، فقد قال الإِمام الناقد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٥ - ٣٧٣):