للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أوقظه من نومه فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد أسفله، فقلت: يا رسول الله اشرب من هذا اللبن. قال: فشرب حتى رضيت ثم قال: ألم يأن للرحيل؟ قلت: بلى. قال: فارتحلنا بعد ما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من الأرض فقلت: يا رسول الله أتينا. فقال: لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارتطمت فرسه أرى فقال: إني قد علمت أنكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا الله، فنجى فرجع لا يلقى أحدًا إلا قال قد كفيتكم ما ها هنا فلا يلقى أحدًا إلا رده قال: ووفى لنا.

وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عثمان بن عمر ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: اشترى أبو بكر من أبي رحلًا بثلاثة عشر درهمًا ثم وساق الحديث بمعنى حديث زهير عن أبي إسحاق وقال في حديثه من رواية عثمان بن عمر، فلما دنا دعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه، وقال: يا محمَّد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه ولك علي لأعمين على من ورائي، وهذه كنانتي فخذ سهمًا منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك. قال: لا حاجة لي في إبلك. فقدمنا المدينة ليلًا فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك، فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون: يا محمَّد يا رسول الله، يا محمَّد يا رسول الله.

ورواه البخاري (٣ - ١٣٢٣).

٣ - قال محمَّد بن إسحاق: أخبرني محمَّد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا سمعنا بمخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظهر حرتنا ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظل، فإذا لم نجد

<<  <   >  >>