حتى تقول الأعراب: إن هؤلاء لمجانين، فلما قضى الصلاة انصرف إليهم فقال: لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة. قال فضالة: وأنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ.
[درجته: سنده قوي، رواه: الطبراني أيضًا من طريقين آخرين عن أبي هاني فقال: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب .. وحدثنا عبد الملك بن يحيي بن بكير ثنا أبي ثنا ابن لهيعة كما جاء من طرق عن أبي هاني عند الترمذيّ (٤ - ٥٨٣): حدثنا العباس الدوري حدثنا عبد الله بن زيد حدثنا حيوة بن شريح والبزار (٩ - ٢٠٥)، وابن حبان (٢ - ٥٠٢) عن حيوة بن شريح والبيهقيُّ في شعب الإيمان (٧ - ٣١٨) من طريق ابن وهب وأبو نعيم في حلية الأولياء (١ - ٣٣٩) و (٢ - ١٧) من طريق المقرئ، هذا السند: مدار الحديث هنا على أبي هانئ واسمه كما جاء في تقريب التهذيب (١ - ١٨٢): حميد بن هانئ أبو هانئ الخولاني المصري لا بأس به من الخامسة وهو أكبر شيخ لابن وهب، وشيخه عمرو بن مالك الهمداني أبو علي الجنبي مصري ثقة انظر تقريب التهذيب (١ - ٤٢٦)].
٦ - قال ابن حبان (٢ - ٤٦٠): أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه: عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟ " قلت: نعم يا رسول الله قال: "فترى قلة المال هو الفقر؟ " قلت: نعم يا رسول الله قال: "إنما الغنى غنى القلب والفقر فقر القلب" ثم سألني عن رجل من قريش فقال: "هل تعرف فلانا؟ " قلت: نعم يا رسول الله، قال:"فكيف تراه وتراه؟ " قلت: إذا سأل أعطي وإذا حضر أدخل، ثم سألني عن رجل من أهل الصفة فقال:"هل تعرف فلانا؟ " قلت: لا والله ما أعرفه يا رسول الله قال: فما زال يحليه وينعته حتى عرفته فقلت: قد عرفته يا رسول الله قال: "فكيف تراه أو تراه؟ " قلت: رجل مسكين من أهل الصفة فقال: "هو خير من طلاع الأرض من الآخر" قلت: يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر؟ فقال:"إذا أعطي خيرًا فهو أهله وإن صرف عنه فقد أعطني حسنة".