للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقال له رسول الله خيرا، ثم دعا له بخير ثم قال رسول الله أشيروا علي أيها الناس. وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم كانوا عدد الناس وذلك أنهم حين بايعوه على العقبة قالوا: يا رسول الله إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا.

فكأن رسول الله خاف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممّن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم.

فلما قال ذلك رسول الله قال له سعد بن معاذ: لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل قال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن يلقانا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء، لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله. فسر رسول الله بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال: سيروا على بركة الله وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر الآن إلى مصارع القوم غدا.

[درجته: حسن، رواه: الطبري في التفسير (٩ - ١٨٥)، هذا السند: يقوي بعضه بعضًا فالأول مرسل عروة والآخر مسند لكن شيخ ابن إسحاق لم يسم، والمقصود به هو الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني فهو ضعيف انظر تقريب التهذيب (١ - ١٦٧)، وإن وثقه ابن إسحاق إلا أن هناك من ضعفه، لكن له شواهد مرت وستمر معنا، مع ملاحظة أن المقداد هو الذي قال: "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما"].

١١ - قال ابن أبي شيبة (٧ - ٣٥٣): حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمَّد بن عمرو الليثي عن جده قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: كيف ترون؟ قال أبو بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا ثم خطب الناس فقال: كيف ترون؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر. ثم خطب فقال ما ترون؟ فقال

<<  <   >  >>