٣ - قال البخاري (٣ - ١١٤٣): حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه -رضي الله عنه-: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في أسارى بدر:"لو كان المطعم بن عدي حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له".
٤ - قال ابن إسحاق. السيرة النبوية (٣ - ١٨٠): حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد ابن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال لي أمية بن خلف وأنا بينه وبن ابنه آخذ بأيديهما: يا عبد الإله من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟ قال قلت: ذاك حمزة بن عبد المطلب. قال: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. قال عبد الرحمن: فوالله إني لأقودهما إذ رآه بلال معي وكان هو الذي يعذب بلالا بمكة على ترك الإِسلام، فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول: لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد. فيقول بلال: أحد، أحد. قال: فلما رآه قال: رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا. قال قلت: أي بلال أسيري قال: لا نجوت إن نجا. قال قلت: أتسمع يابن السوداء. قال: لا نجوت إن نجا. قال: ثم صرخ بأعلى صوته يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، قال: فاحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة وأنا أذب عنه، قال: فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه، فوقع وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط. قال فقلت: انج بنفسك ولا نجاء بك فوالله ما أغني عنك شيئا. قال: فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما، قال فكان عبد الرحمن يقول: يرحم الله بلال ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري.
[درجته: سنده صحيح، رواه البيهقي في الكبرى (٣ - ٢٧٦) من طريق ابن إسحاق حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف قال قال لي أمية وأنا أمشي معه يا عبد الإله من الرجل منكم معلم بريشة نعامة في صدره فقلت ذاك حمزة بن عبد المطلب فقال ذاك فعل بنا الأفاعيل، هذا السند: صحيح وقد وصله البخاري كما سبق ووصله أحمد بن عبد الجبار عن يونس وسماع أحمد للسيرة صحيح، وإبراهيم له رؤية وابنه تابعي ثقة فاضل عابد (التقريب ١/ ٣٨ , ١/ ٢٨٦) وشيخ ابن إسحاق ثقة وليس كما توحي ترجمته في التقريب فجرح ابن حبان لا يضره].