ما دون إحداهن قليل ولا كثير، إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل، فأتينا من أدبارنا وصرخ صارخ: ألا إن محمدا قد قتل. فانكفأنا، وأنكفأ علينا القوم بعد أن هزمنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.
[درجته: سنده صحيح، رواه: من طريقه الطبري في التفسير (٤ - ١٢٦)، والضياء (٣ - ٧٦)، هذا السندة صحيح يحيى ثقة -التقريب (٢ - ٣٥١)،ووالده تابعي ثقة التقريب (١ - ٣٩٢)].
٣ - قال البخاري (٤ - ١٤٨٦): حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء -رضي الله عنه- قال: لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشا من الرماة وأمر عليهم عبد الله وقال:"لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا". فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن، قد بدت خلاخلهن فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله بن جبير: عهد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا تبرحوا. فأبوا، فلما أبوا صرفت وجوهم فأصيب سبعون قتيلا، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمَّد؟ فقال:"لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال:"لا تجيبوه". فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان اعل هبل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أجيبوه"، قالوا ما نقول؟ قال:"قولوا: الله أعلى وأجل". قال أبو سفيان لنا العزى. ولا عزى لكم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أجيبوه". قالوا: ما نقول؟ قال:"قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال، وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني.
٤ - قال البخاري (٣ - ١٠٥٥) حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب. وقال غيره: