الأجل أتوا عليا فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - فتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها وقال لفاطمة عليها السلام: دونك ابنة عمك احمليها فاختصم فيها علي وزيد وجعفر قال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي فقضى بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لخالتها وقال:"الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي: "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر: "أشبهت خلقي وخلقي" وقال لزيد: "أنت أخونا ومولانا" وقال علي: ألا تتزوج بنت حمزة, قال:"إنها ابنة أخي من الرضاعة".
٢ - قال الترمذيُّ ٥ - ١٣٩: حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشي وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
فقال له عمر يا بن رواحة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي حرم الله تقول الشعر! فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خل عنه يا عمر فلهي أسرع فيهم من نضح النبل".
قال أبو عيسى هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب من هذا الوجه وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضًا عن معمر عن الزهريّ عن أنس نحو هذا وروي في غير هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عمرة القضاء وكعب بن مالك بين يديه وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك.
[درجته: سنده قوي، رواه: عبد بن حميد (١ - ٣٧٥)، وأبو يعلى (٦ - ٢٦٧)، والنسائيُّ (٥ - ٢٠٢)، (٥ - ٢١١)، هذا السند: صحيح وهو عن عبد الرزاق جاء من طريقين عند النسائي أخبرنا أبو عاصم خشيش بن أصرم قال حدثنا عبد الرزاق وأيضًا في أخبرنا محمَّد بن عبد الملك بن زنجويه وقد رواه عن عبد الرزاق تلميذه عبد بن حميد وأبو يعلى عن مؤمل بن إهاب عن عبد الرزاق، ورواه في الآحاد والمثاني (٤ - ٣٨): حدثنا الحسن بن علي وسلمة قالا ثنا عبد الرزاق، وهو قوي فشيخ عبد