٣ - قال الطبراني في المعجم الصغير (٢ - ١٦٧): حدثنا محمَّد بن عبد الله القرمطي من ولد عامر بن ربيعة ببغداد حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي حدثنا عمي محمَّد بن نضلة عن جعفر بن محمَّد عن أبيه عن جده علي بن الحسين حدثتني ميمونة بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بات عندها ليلتها فقام يتوضأ للصلاة فسمعته يقول في متوضئه:"لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا، فلما خرج قالت: يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك "لبيك لبيك" ثلاثًا، "نصرت نصرت" ثلاثًا كأنك تكلم إنسانا، فهل كان معك أحد؟ فقال:"هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشا أعانت عليهم بني بكر" ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر عائشة أن تجهزه ولا تعلم أحدًا. قالت: فدخل عليها أبو بكر فقال: يا بنية ما هذا الجهاز؟ فقالت: والله ما أدري. فقال: والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر فأين يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: والله لا علم لي. قالت: فأقمنا ثلاثًا ثم صلى الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشده:
يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إنا ولدناك وكنت ولدا ... ثمة أسلمنا ولم ننزع يدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا ... فانصر هداك الله نصرا أيدا
وادع عباد الله يأتوا مددا ... فيهم رسول الله قد تجردا
إن سيم خسفا وجهه تربدا
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما كان بالروحاء نظر إلى سحاب منتصب فقال إن هذا السحاب لينتصب بنصر بني كعب، فقام رجل من عدي بن عمرو أخو بني كعب بن عمرو فقال: يا رسول الله ونصر بني عدي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ترب نحرك وهل عدي إلا كعب وكعب إلا عدي" فاستشهد ذلك الرجل في ذلك السفر ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم أعم عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة" ثم خرج حتى نزل بمر وكان أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء خرجوا تلك الليلة