للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طلحة وأمر بالباب، فأغلق فلبثوا فيه مليا ثم فتح الباب، فقال عبد الله: فبادرت الناس فتلقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارجا وبلال على إثره فقلت لبلال: هل صلى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قلت: أين؟ قال: بين العمودين تلقاء وجهه، قال ونسيت أن أسأله كم صلى.

٣٠ - قال الطحاوي في شرح معاني الآثار (٣ - ٣٢٥): حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال ثنا القاسم بن سلام بن مسكين قال حدثني أبي قال ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سار إلى مكة ليستفتحها فسرح أبا عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام وخالد بن الوليد -رضي الله عنهم-، فلما بعثهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة -رضي الله عنه-: "اهتف بالأنصار" فنادى: يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءوا كأنما كانوا على ميعاد، ثم قال: "اسلكوا هذا الطريق ولا يشرفن أحد إلا ... أي قتلتموه" وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتح الله عليهم من قتل يومئذ الأربعة قال: ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، ثم طاف وصلى ركعتين ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال: "ما تقولون وما تظنون" فقالوا نقول أخ وابن عم حليم رحيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقول كما قال يوسف: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} قال فخوجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإِسلام، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يلي الصفا فخطب والأنصار أسفل منه، فقالت الأنصار بعضهم لبعض؛ أما إن الرجل أخذته الرأفة بقومه وأدركته الرغبة في قرابته، قال: فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ- عليه الوحي فقال: "يا معشر الأنصار أقلتم أخذته الرأفة بقومه وأدركته الرغبة في قرابته؟ فما نبي أنا إذا، كلا والله إني رسول الله حقا إن المحيا لمحياكم وإن الممات لمماتكم" قالوا: والله يا رسول الله ما قلنا إلا مخافة أن تفارقنا إلا ضنا بك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم صادقون عند الله ورسوله" قال، فوالله ما بقي منهم رجل إلا نكس نحره بدموع عينيه. أفلا يرى أن قريشا بعد دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة قد كانوا يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، أفتراهم كانوا يخافون ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أمنهم

<<  <   >  >>