بني سعد بن بكر وقيل يكنى أبا جرول كان رئيس قومه وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد هوازن إذ فرغ من حنين فساق أبو عمر القصة ثم أسندها من طريق محمَّد بن إسحاق ثم قال في آخره إلا ان في الشعر بيتين لم يذكرهما محمَّد بن إسحاق في حديثه وذكرهما عبيد الله بن رماجس عن زياد بن طارق عن زياد بن صرد بن زهير بن صرد عن أبيه عن جده زهير بن صرد أبي جرول إنّه حدثه هذا الحديث انتهى كلام بن عبد البر.
فهذا كما تراه حكاه مرسلًا لم يسبق إسناده إلى عبيد الله بن رماجس حتى يعلم قال من زاد هذين الرجلين في إسناده فقد رواه عن بن رماجس الستة الذين ذكرهم المؤلف وأبو بكر محمَّد بن أحمد بن محمويه العسكري وأبو الحسين أحمد بن زكريا وعبيد الله بن علي بن الخواص وساق نسب بن رماجس وسأذكره بعد فهؤلاء عدد من الثقات رووه عن عبيد الله بن رماجس قال ثنا زياد سمعت أبا جرول فالظاهر أن قولهم أولى بالصواب والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد لا سيما وهو لم يسم.
وقد أخرج الحديث المذكور الحافظ ضياء الدين محمَّد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله تعالى في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين وقال بعده زهير لم يذكره البخاري ولا بن أبي حاتم في كتابيهما ولا زياد بن طارق.
وقد روى محمَّد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده نحو هذه القصة والشعر.
قلت فالحديث حسن الإسناد لأن راوييه مستوران لم يتحقق اهليتهما ولم يجرحا ولحديثهما شاهد قوي وصرحا بالسماع وما رميا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو افحش أنواع التدليس إلا في القول الذي حكيناه آنفا عن بن عبد البر].
٩ - قال البخاري (٣ - ١١٤٨): حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - أناسًا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة. قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله. فقلت: والله لأخبرن النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته فأخبرته فقال:"فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".